حروبنا وسيناريوهاتهم: المقارنة التحليلية: تجارب الحروب والصراعات وأنماط التكرار


1. السيناريو المكرر: من الثورة إلى الفوضى

في العراق، سوريا، ليبيا، واليمن، بدأ المشهد بتحركات شعبية، أو اضطرابات داخلية، سرعان ما تم تحويلها إلى صراعات مسلحة.
السؤال المركزي: لماذا يتكرّر النمط نفسه؟
الجواب يكمن في أن السيناريو ليس عشوائيًا، بل هناك تصميم خارجي لتحويل أي اضطراب داخلي إلى فرصة لإعادة تشكيل الدولة.

2. توزيع الأدوار وتكرار الحبكة

  • في كل ساحة، يُصنَّف طرف بأنه "شرعي"، وآخر بأنه "إرهابي".
  • يُفتَح التمويل لطرف دون آخر.
  • تُستخدم سرديات إعلامية جاهزة: "الأسد يقتل شعبه"، "الحوثيون أداة إيرانية"، "حفتر رجل المرحلة"، "حماس تعطل الحل"... إلخ.

3. وظيفة الحرب في إعادة التشكيل

  • العراق تمزّق طائفيًا لتسهيل الهيمنة الإيرانية والأمريكية.
  • سوريا تحوّلت إلى ساحة تجريب عسكري روسي.
  • ليبيا أصبحت مقاطعات متناحرة بفضل التدخلات الخليجية والفرنسية والتركية.
  • اليمن نُهك، وسُحقت بنيته التحتية، ليصبح تابعًا استراتيجيًا.

4. أين المقاومة؟ وأين الهويات الوطنية؟

  • في فلسطين ولبنان، قاومت الشعوب الاحتلال المباشر، وكانت الحرب جزءًا من الوعي السيادي.
  • في الدول الأخرى، أُعيد تشكيل الهوية عبر الطائفية أو المناطقية أو الوكالات السياسية.

5. التحكم بالإعلام، والتحكم بالإدراك

  • كل ساحة كانت تسبقها حملة إعلامية ضخمة.
  • تُستخدم منصات مثل CNN، الجزيرة، العربية، وRT لترسيخ سردية معينة تخدم طرفًا خارجيًا.
  • الفرق بين "ثائر" و"إرهابي" هو ببساطة: الجهة التي تموّلك وتروّج لك.

6. الاختلافات: حين يتغيّر الراعي

  • في سوريا: الراعي الأساسي روسيا وإيران.
  • في العراق: أمريكا، ثم إيران.
  • في اليمن: السعودية، ثم الإمارات، والآن عمان وواشنطن.
  • في ليبيا: صراع رعاة بين تركيا، الإمارات، فرنسا، وروسيا.

خلاصة تحليلية

الذي يجمع كل هذه التجارب، هو أنها ليست نتاج إرادة داخلية خالصة، بل تمّت برمجتها وتشغيلها كـ"مسرح عمليات" إقليمي ودولي.
والمشترك الأكبر: أن هذه الدول لم تسترجع قرارها السيادي بعد الحرب، بل خرجت منها أكثر هشاشة، وأكثر ارتهانًا للخارج.

سلسلة: حروبنا وسيناريوهاتهم

+
أحدث أقدم

ويجيد بعد المقال


تنويه: هذا المقال (أو المحتوى) يقدم تحليلاً إعلامياً موضوعياً، ويخلو تماماً من أي تحريض أو دعوة للعنف، ويعكس رؤية نقدية متوازنة للأحداث، مع الالتزام التام بالأطر القانونية والمعايير المهنية.