حروبنا وسيناريوهاتهم: المقارنة التحليلية: هل أفلتت دول عربية من فخ الحرب؟ ولماذا؟

1. غياب الحرب لا يعني السيادة

هناك دول عربية لم تشهد حروبًا مباشرة كتلك التي عصفت بسوريا أو اليمن أو ليبيا، مثل:

  • الأردن
  • دول الخليج (باستثناء اليمن)
  • المغرب
  • الجزائر وتونس (بعد الثورات)

لكن: هل يعني ذلك أنها أفلتت فعليًا من السيطرة الخارجية؟
الجواب: لا. لأن السيطرة تأخذ أشكالًا عديدة، ليس أولها الحرب، ولا آخرها القواعد العسكرية والوصاية المالية.

2. أشكال السيطرة البديلة

  • التحكم الاقتصادي: عبر المؤسسات الدولية (صندوق النقد، البنك الدولي).
  • الهيمنة الأمنية: عبر اتفاقات "التعاون" مع واشنطن و"التحالفات الاستراتيجية".
  • التفكك الداخلي المدبّر: كما في تونس بعد الثورة، أو في السودان بعد الانقسام، حيث تم خلق أزمة مستمرة تمنع التشافي.

3. لماذا تُستثنى بعض الدول من الحروب؟

القاعدة العامة:
إذا كانت الدولة منضبطة في تنفيذ الأوامر، فلا حاجة لضربها عسكريًا.

  • الأردن يُعد "رجل أمريكا الوفي" في المنطقة.
  • الخليج يموّل الحروب نيابة عن الآخرين.
  • المغرب شريك في التطبيع والتنسيق الأمني مع إسرائيل.
  • تونس، رغم انتفاضتها، تم احتواؤها عبر لعبة "الديمقراطية تحت الوصاية".

4. هل المقاومة مستحيلة بدون الحرب؟

لا. لكن في السياق العربي، المقاومة غالبًا ما تنبع حين تنهار القشرة الرسمية للنظام.

  • فلسطين ولبنان قاومتا لأن الاحتلال كان مباشرًا.
  • أما الدول الأخرى، فقد أُديرت الحرب فيها بالوكالة، فبقي الشعب في حيرة بين العدوينالأنظمة التابعة، والجماعات المسلحة.

5. ما هي الدول المرشّحة للحرب مستقبلًا؟

  • الجزائر بسبب موقفها من التطبيع وملف الصحراء.
  • مصر بسبب أزمتها الاقتصادية الحادة، وخياراتها الإقليمية الصعبة.
  • السودان دخل بالفعل حربًا أهلية حادة.
  • تونس على حافة الانفجار السياسي.

خلاصة تحليلية

الحرب ليست دائمًا بالدبابات. أحيانًا، تُدار الحرب بالنموذج: أن تبقى الدولة متماسكة ظاهريًا، لكنها تُدار من الخارج، وتُنهَك من الداخل.
السؤال ليس: هل هناك حرب؟
السؤال هو: من يملك القرار السيادي؟

سلسلة: حروبنا وسيناريوهاتهم

+
أحدث أقدم

ويجيد بعد المقال


تنويه: هذا المقال (أو المحتوى) يقدم تحليلاً إعلامياً موضوعياً، ويخلو تماماً من أي تحريض أو دعوة للعنف، ويعكس رؤية نقدية متوازنة للأحداث، مع الالتزام التام بالأطر القانونية والمعايير المهنية.