
قصف العقول بدلًا من المدارس فقط
لم تقتصر الهجمات على المدارس والجامعات كمبانٍ، بل امتدّ إلى أصحابها وعمّارها:
- اغتيال أساتذة جامعيين في غزة والضفة.
- اعتقال إداري طويل لأساتذة دون تهم.
- منع أكاديميين فلسطينيين من المشاركة في مؤتمرات دولية.
- حظر أي فعالية ثقافية تُعبّر عن الهوية الوطنية.
وكل ذلك يُبرر أمنيًا تحت بند "التحريض" أو "الانتماء لتنظيم معادٍ"، حتى لو كان نشاط الشخص تربويًا أو بحثيًا صرفًا.
محو الدور التربوي للمثقف المقاوم
تخشى المؤسسة الصهيونية من المثقف الذي يربط المعرفة بالتحرر، والذي يُعلّم الجيل أن الاحتلال ليس قَدَرًا، بل مرحلة ستزول. لذا فإن قمع هذا النوع من الكوادر ليس قمعًا أمنيًا، بل قمعٌ لإمكان النهوض نفسه.
وحين يُقصف مبنى جامعي، أو يُعتقل رئيس قسم في كلية، أو يُمنع شاعر فلسطيني من إلقاء قصيدة، فالمستهدَف هو الذاكرة، والرؤية، والإرادة.
الأهداف والنتائج
الأهداف المباشرة للجريمة:
شلّ القدرة التعليمية والتنظيمية للمجتمع الفلسطيني، وحرمانه من الكوادر التي تُنتج فكرًا وقيادة ومعرفة.الأهداف الإستراتيجية بعيدة المدى:
منع تشكّل نخبة فكرية وطنية تُمكّن من صياغة خطاب تحرري فلسطيني، وزرع الفراغ الثقافي تمهيدًا لفرض سرديات الاحتلال أو تمييع القضية.النتيجة:
تدهور البنية التعليمية، اضطرار العقول للهجرة أو السكوت، وانكماش الفضاء الثقافي الوطني، مما يترك المجتمع عرضة لاختراق فكري وتربوي منهجي.
معركة لا تُخاض بالبندقية فقط
الاحتلال يعلم أن الثورة لا تنشأ فقط في الخنادق، بل تبدأ في القاعات والمكتبات والفصول الدراسية. لذلك يضرب رأس المشروع الوطني في صميمه: المربي، المفكر، الشاعر، والمعلم.
إن استهداف المثقف الفلسطيني ليس فعلًا جانبيًا، بل عملية اغتيال مستمرة للوعي واللغة والهوية، تجري في وضح النهار، وعلى مرأى من المؤسسات الدولية التي تدّعي الدفاع عن حرية التعبير.