مصر بين الجغرافيا والسياسة: من سقوط العثمانيين إلى نهاية الحكم الملكي

الجزء الأول من مقال سياسي تحليلي عن مصر منذ سقوط العثمانيين حتى نهاية الحكم الملكي

بعد سقوط الدولة العثمانية على امتداد الشرق الأوسط في القرن التاسع عشر، دخلت مصر مرحلة حرجة من إعادة تحديد موقعها السياسي والاستراتيجي. هذه الفترة، الممتدة من حكم محمد علي باشا حتى سقوط النظام الملكي في عام 1952، لم تكن مجرد انتقال في الحكم، بل مرحلة أعادت تشكيل الدولة، استراتيجيات السيطرة، ونفوذ القوى الإقليمية والدولية في قلب العالم العربي.

محمد علي: تأسيس الدولة الحديثة والنفوذ الإقليمي

  • الجيش والإدارة: جاء محمد علي باشا، حاكم مصر من 1805، ليؤسس دولة مركزية حديثة تعتمد على جيش منظم وإدارة مركزية قوية.

  • الإصلاح الاقتصادي والعسكري: قام بتحويل الاقتصاد المصري من النمط الزراعي التقليدي إلى اقتصاد يعتمد على تصدير القطن، مما جعله لاعبًا مهمًا على الساحة الاقتصادية العالمية، خاصة مع اهتمام القوى الأوروبية بالموارد المصرية.

  • السياسة الإقليمية: حاول محمد علي توسيع نفوذ مصر في السودان والشام، ما جعله منافسًا للقوى الإقليمية ولفترة قصيرة حتى للدولة العثمانية نفسها، قبل تدخل بريطانيا وفرنسا لاحتواء طموحاته.

الضغوط الأوروبية والسيطرة على قناة السويس

  • مع اكتمال حفر قناة السويس في 1869، أصبحت مصر مركز اهتمام القوى الأوروبية، خصوصًا بريطانيا وفرنسا، نظراً لموقعها الاستراتيجي كحلقة وصل بين البحرين المتوسط والأحمر.

  • هذا التحول حول مصر إلى محور صراع جيوسياسي عالمي مبكر، حيث أصبح التحكم في القناة مرادفًا للنفوذ الاقتصادي والسياسي الدولي.

نهاية الحكم العثماني وتأثيره المحلي

  • سقوط العثمانيين رسميًا ترك فراغًا في السلطة، واستفاد محمد علي وأحفاده من هذا الفراغ لتوطيد حكمهم، مع إدراكهم أن البقاء على قيد الحياة السياسي يتطلب توازنًا دقيقًا بين الطموح المحلي والضغوط الأوروبية.

  • هذا التوازن أرسى قواعد صراع طويل بين الاستقلال الوطني، النفوذ الأجنبي، والطموحات الملكية لاحقًا، والذي استمر حتى نهاية الحكم الملكي في منتصف القرن العشرين.

+
أحدث أقدم

ويجيد بعد المقال


تنويه: هذا المقال (أو المحتوى) يقدم تحليلاً إعلامياً موضوعياً، ويخلو تماماً من أي تحريض أو دعوة للعنف، ويعكس رؤية نقدية متوازنة للأحداث، مع الالتزام التام بالأطر القانونية والمعايير المهنية.