ضرب الطواقم الطبية والمنقذين وسيارات الإسعاف

سلسلة جرائم اسرائيل العلنية: حين تُصبح الرحمة هدفًا عسكريًا .. في الحروب التقليدية، تُعتبر الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف خطوطًا حمراء تحظر الأعراف الدولية تجاوزها. لكن في الحروب التي تخوضها إسرائيل، لا تُستثنى من الاستهداف حتى رموز الرحمة. نُشاهد سيارات الإسعاف تُقصف علنًا، وأطباء يُستهدفون أثناء محاولاتهم إنقاذ الأرواح، ومسعفين يُغتالون في الطريق إلى المصابين.

هذه الجرائم ليست أخطاء عرضية، بل ممارسات متكررة وثابتة في كل عدوان، تُمارَس تحت سمع العالم وبصره، وتُبرَّر تارة بذريعة "الاشتباه"، وتارة أخرى بالصمت.

الاستهداف المتعمد: خلف الأبواب المشرعة للموت

ما يجري في غزة ومناطق أخرى من استهداف الطواقم الطبية لا يُمكن فهمه إلا ضمن منظومة حرب تستبيح الإنسان نفسه. فالطبيب والمسعف، بدل أن يكونا محميين، يُعاملان كأعداء محتملين.

1. قتل الأمل قبل الجسد

حين يُمنع المسعف من الوصول إلى الجريح، أو يُستهدف في طريقه، فإن ذلك لا يُسهم فقط في زيادة عدد الضحايا، بل يُصيب المجتمع بشلل نفسي كامل. تُبعث رسالة قاسية: لا أحد سينقذك، ولا أحد سيُنقذ من تُحب.

2. التعامل مع النظام الصحي كخصم يجب شطبه

المنظومة الطبية الفلسطينية، رغم الحصار والنقص الحاد، تُحاول الصمود وتقديم الخدمة للمصابين. لكن استهداف أفرادها ومرافقها يهدف إلى ضرب بنيتها التحتية والرمزية معًا، باعتبارها أحد أعمدة الصمود المجتمعي.

3. طمس الشهود وساحة الجريمة

المسعف أول من يصل إلى موقع المجزرة. شهادته حاسمة في كشف نوع الإصابات والأسلحة المستخدمة وظروف الاستهداف. اغتياله لا يقتل الضحية فقط، بل يطمس الشهادة، ويُخفي الجريمة قبل أن تُوثق.

الأهداف والنتائج

1. الأهداف المباشرة للجريمة

  • تعطيل عمليات الإنقاذ ومنع إسعاف الجرحى.
  • قتل الكوادر الطبية وإرباك عمل المشافي.
  • طمس الأدلة على جرائم الحرب قبل توثيقها.

2. الأهداف الإستراتيجية بعيدة المدى

  • تفكيك الروح المعنوية للمجتمع الفلسطيني وبثّ العجز الجماعي.
  • ترهيب المنظمات الإنسانية ومنعها من العمل في مناطق الصراع.
  • ضرب صورة الضحية وتشويه رواية المعاناة أمام الرأي العام العالمي.

3. النتيجة (الميدانية أو السياسية أو الإعلامية)

  • ارتفاع أعداد الضحايا نتيجة غياب الإسعاف الفوري.
  • انهيار المنظومة الصحية تحت الضغط والخوف والاستنزاف.
  • استمرار إفلات إسرائيل من المحاسبة رغم الأدلة، نتيجة التواطؤ الإعلامي والصمت السياسي.

خاتمة: حين تُقصف الإنسانية في زيّها الأبيض

استهداف منقذ يرتدي سترة إسعاف ليس فقط انتهاكًا لقانون دولي، بل إعلان صريح بأن الحياة نفسها صارت عدوًا في نظر آلة القتل. من يسعف يُقتل، ومن يصرخ يُقمع، ومن يوثق يُستهدف.

وحين تتكرر هذه المشاهد في كل عدوان دون محاسبة، فإن ذلك لا يُدين الجاني فقط، بل يُدين كل نظام عالمي يسمح بأن تُصبح الرحمة نفسها جريمة تستوجب القصف.

سلسلة: جرائم الاحتلال الاسرائلي العلنية
أحدث أقدم
🏠