قصف مراكز الإيواء: حين يتحول الملاذ إلى فخٍ معلن للموت

في مشهد يتحدى كل الأعراف والمواثيق الإنسانية، تتعرض مراكز الإيواء للقصف المتعمّد، ليس رغم وضوح موقعها بل بسببه. فما يُفترض أن يكون مكانًا لحماية الفارّين من الموت، يتحول إلى كمين معلن، تتساقط فيه الأجساد المتعبة من القصف الأول، تحت وابل القصف الثاني، وكأنهم لا يُسمح لهم بالنجاة مرتين.

عرض وتحليل

  • تتكرر الغارات الإسرائيلية على مراكز الإيواء التي غالبًا ما تكون تحت إشراف وكالة "الأونروا" أو منظمات إغاثية.
  • القصف لا يحدث في الخفاء، بل بعد معرفة مسبقة بمواقع تلك المراكز، وبعد تحذيرات كاذبة بالإخلاء أو الأمان.
  • هذه الضربات لم تكن أخطاء فردية، بل نُفذت بشكل متكرر على مراكز محددة أُعلن عنها دوليًا كملاجئ.
  • تُستخدم هذه المراكز كمصائد جماعية، يتكدّس فيها المدنيون بعد التهجير القسري، ثم يُقصفون تحت ذريعة "وجود عناصر مقاومة".
  • العالم يرى ولا يتحرك. والإعلام الرسمي يتعامل مع الجريمة كحادث عرضي، لا كسياسة ممنهجة.

(الأهداف والنتائج)

  1. الأهداف المباشرة:
    إرهاب المدنيين ودفعهم إلى الشعور بعدم جدوى أي ملاذ، وكسر الروح الجماعية.

  2. الأهداف الإستراتيجية بعيدة المدى:
    تفكيك المجتمع من الداخل، منع تشكل أي بنية إنسانية مستقرّة، وفرض القبول بالرحيل أو الاستسلام بوصفه "الخيار الأقل دموية".

  3. النتيجة:

  • سقوط مئات الشهداء من النساء والأطفال في مراكز الإيواء.
  • إدانة دولية لفظية بلا تبعات، ما يمنح الاحتلال ضوءًا أخضر للاستمرار.
  • استخدام هذه المآسي في صناعة سردية إعلامية مضادة تتهم الضحية بـ"الاختباء خلف المدنيين".

خاتمة

حين تتحول الخيام والمراكز الإنسانية إلى أهداف عسكرية، لا تعود الحرب مجرد نزاع، بل تتحول إلى إعلان سافر عن مشروع استئصال، تُستخدم فيه أدوات العنف والإذلال والترويع بشكل علني، وبلا أي محاولة للتستر. وهكذا، يصبح القصف نفسه خطابًا مرئيًا للسيطرة والإخضاع.

أحدث أقدم
🏠